في سابقة هي الأولى من نوعها، تم توجيه قمر صناعي بريطاني الصنع للسقوط عمدًا في المحيط الأطلسي، وهي المرة الأولى التي يتم فيها تحريك مركبة فضائية متوقفة عن العمل لمساعدتها على التحطم على الأرض.
في التفاصيل، فقد قدم القمر الصناعي "أيولوس" Aeolus، البيانات إلى مراكز الطقس في جميع أنحاء أوروبا منذ عام 2018 وتميز بقدرته على إنشاء خرائط للرياح، قبل أن يوضع خارج الخدمة قبل شهرين، إلى حين تنفيذ مهمة الإسقاط الناجحة من قبل مراقبي المهام في وكالة الفضاء الأوروبية (ESA).
مناورة عودة ناجحة
وأعلنت وكالة الفضاء الأوروبية، اليوم السبت، أن القمر الصناعي"أيولوس" عاد إلى داخل الغلاف الجوي للأرض فوق القارة القطبية الجنوبية مساء أمس الجمعة عند حوالي الساعة 7 مساءً بتوقيت غرينتش، واحترق.
وبحسب البيانات، فإن جميع الأجزاء التي لم تحترق سقطت في المحيط الأطلسي كما هو مخطط.
ولم يتم تصميم Aeolus لإعادة الدخول الخاضعة للرقابة في نهاية مهمتها، لكن ESA قررت استخدام القليل من الوقود المتبقي على متن المسبار لتوجيهه، فكانت هذه السابقة التي يتم فيها إجراء مناورة عودة لقمر صناعي.
حماية الأرض من الحطام
ووفقاً لخبراء، فإن مثل هذه المناورة ممكنة فقط للأقمار الصناعية ذات المدار القريب من الأرض على بعد بضع مئات من الكيلومترات.
وبحسب "الغارديان" يبلغ ارتفاع "أيولوس" 320 كيلومترًا، واقترب أولًا من الأرض عن طريق الجاذبية، قبل أن يبدأ بالاحتراق على ارتفاع 80 كيلومترًا.
وعادة وفي ظل الظروف العادية، تحترق الأقمار
الصناعية في الغلاف الجوي للكوكب دون تدخل، لكن وكالة الفضاء الأوروبية هدفت من خلال مناورتها هذه إلى التقليل من مخاطر سقوط الحطام على الأرض، إلى جانب الحد من مخاطر الاصطدام بأجسام أخرى في مدار الأرض.
وبالتالي، عمد فريق التحكم بـ ESA في ألمانيا، إلى تسيير القمر الاصطناعي ليتحطم فوق البحر بعيدًا عن اليابسة قدر الإمكان.
يذكر أن "أيولوس" تم إطلاقه في أغسطس/ آب 2018، وأصبح أول مركبة فضائية ترصد تيارات الرياح على الأرض من الفضاء.
النفايات الفضائية
من جهة ثانية، يبدو أن مشكلة النفايات الفضائية أصبحت من أولويات وكالات الفضاء إذ سبق وكشفت المملكة المتحدة عام 2022 عن مهمة فضائية جديدة، ستترأس أولى البعثات التي تبدأ في إزالة حطام الأقمار الصناعية من الفضاء.
وسيتم إزالة هذه النفايات الفضائية، من خلال التقاطها بمخلبٍ ضخمٍ بهدف تلافي حصول صدامات بين الأجسام الفضائية في حال اقتراب بعضها من بعض ومن الأرض.
تعليق