كشفت دراسة "صادمة" أن الأطباء وعائلاتهم أقل ميلا للالتزام بالإرشادات الطبية وفي حين قد يبدو اتباع الإرشادات المحددة فيما يخص التعامل مع الأدوية المسار الواضح والمنطقي بالنسبة للأطباء الذين في العادة يصفون هذه الأدوية للآخرين، إلا أن الدراسة التي أجراها باحثو معهد "ماساتشوستس" للتكنولوجيا، تشير إلى أنهم أكثر ميلا لتجاهل تلك الإرشادات مقارنة بعامة الناس وتستند الدراسة إلى بيانات تمتد على مدار أكثر من 10 أعوام لحوالي 6 ملايين من سكان السويد، بما في ذلك 150 ألف طبيب وأقاربهم ووجدت أدلة تشير إلى أن الأطباء وعائلاتهم أكثر تجاهلا للنصائح الطبية مقارنة بعامة الشعب، حيث تبلغ نسبة التزامهم بالإرشادات الطبية 50.6 % فقط.
وشرحت الأستاذة في قسم الاقتصاد بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ومؤلفة الدراسة، آمي فينكلستين: "هناك الكثير من القلق من أن الناس لا يفهمون الإرشادات الطبية، وأنها قد تكون معقدة للغاية ومن الصعب اتباعها، وأن بعض الناس لا يثقون بأطبائهم، لكن إذا كان هذا هو السبب، فمن المنطقي أن ترى أكبر قدر من الالتزام بين الأطباء وأقربائهم، لكن الحقيقة الصادمة أننا وجدنا عكس ذلك،
وأن الأطباء وأقاربهم أقل التزاما بالإرشادات والقواعد الطبية فيما يتعلق بأدويتهم" واستبعد الباحثون العوامل الأخرى المتوقع أن تؤثر على نسب التزام الأطباء وأقاربهم، بما في ذلك الحالة الاقتصادية والمكانة الاجتماعية وخلص الباحثون إلى أن الأطباء في العادة يعتقدون أنهم أكثر دراية من الإرشادات العامة المرتبطة بالأدوية، لذلك يستخدمون هذه المعرفة عند علاج أنفسهم أو الأقرباء منهم.
وعلى سبيل المثال، قد يكون العلاج بالمضادات الحيوية المخصصة أفضل من ناحية الصحة العامة، لأنه يقلل من فرص تطوير البكتيريا لمقاومة المضادات الحيوية، في حين قد يلجأ الطبيب لاستخدام المضادات الحيوية واسعة النطاق لعلاج نفسه والأقارب؛ لأنها توفر فرصة أكبر للتعافي وتقول آمي، إن نتائج الدراسة تشير إلى وجود حاجة لأن تكون الإرشادات حول المضادات الحيوية أكثر وضوحا وشفافية فيما يتعلق بالصحة العامة وصحة المريض الخاصة وشرحت: ربما من الأفضل للإرشادات أن تتميز بالشفافية وتقول إنها توصي بهذا ليس لأنه أفضل مسار للمريض دائما، بل لأنه الأفضل للمجتمع.
تعليق