طبياً يوصف الأمر بأنه انفصام في الشخصية وعلمياً يوصف بأنه انفصال عن الواقع، وأما واقعيا وعملياً فهو جنون الشهرة وحب الظهور وجلب قلوب الحب الحمراء "love" والشير واللايكات، إلا أن الأمر تعدى التفاعل ورغبة الشهرة إلى أن وصل لحد الهوس بأن يذهب أحد المشاهير لأن يفعل كل شيء ويتنازل عن كل شيء بأسلوب يتنافى مع آداب المجتمع وأخلاقه لأجل الشهرة وبعدها المال.
في عملية بحث بسيطة على منصات بعض مشاهير السوشيال ميديا (رجال – نساء) في قطر ستجد شخصية ما، وهنا نحن بعيدين تماما عن ذكر الأسماء، ستجد هذه الشخصية تكتب على تويتر حكماً وتضع مقتطفات من كتب الأدب العربي والعالمي والآيات القرآنية والأحاديث النبوية، وتبدي الرأي الحكيم في قضية سياسية ما أو اجتماعية أو اقتصادية وتشعر وأنت تقلب في صفحته على منصته بأنه العالم الوقور الذي لم تلده ولادة وتعجب به دون أن تعرف من هو أو تراه شخصياً.
خذ اسم ذات الحساب من تويتر وضعه على منصة أخرى ولتكن تيك توك أو سناب أو انستغرام، هنا ربما تصدم أو تصاب بنوع من الخلل العقلي لما ستراه من ابتذال فكري واجتماعي وثقافي، ستجد أنواعاً وألواناً من المقاطع التافهة والسخيفة ومشاهد غير مناسبة، لتصل أنت نفسك إلى مرحلة تشعر بأنك في حالة من الصدمة وعدم الفهم، وتتساءل هل هذا هو نفسه الشخص الذي كان يعلمنا دروي الحكم والأمثال الأخلاقية والدينية؟
الدكتور خالد المهندي استشاري نفسي مدير مركز دعم للصحة السلوكية حلل شخصيات بعض مشاهير السوشيال ميديا ويقول إن شخصية مشاهير الميديا تعرف من خلال كلامهم ومن لبسهم أو من كتابتهم، فمنهم شخصية مضطربة نفسيا تبطن شيء وتظهر شيء آخر.
وأوضح بأن بعض المشاهير يتميزون بأن لهم أكثر من شخصية في كل وسيلة إعلامية، فتجد بعضهم له خمس وجوه، لكل منصة وجه معين، ففي وسيلة معينة يظهر الشخصية الخلوقة والمحترمة، وفي منصة أخرى يظهر الشخصية المريضة والمنحرفة، وهذا الاضطراب في الشخصية يتكون نتيجة مشاكل نفسية يعاني منها مشاهير السوشيال ميديا وهو نوع من الصراع النفسي بين الاخلاق والفضيلة.
تعليق