35 مدربا واكثر من 154 لاعبا غادروا دورينا في آخر ثلاث سنوات دون الاستفادة منهم بما يعادل المبالغ المدفوعة فيهم،هو ما يؤكد مرة أخرى التخبطات وسوء التوفيق الذي تقع فيه إدارات أنديتنا مع كل ميركاتو صيفي وشتوي من خلال إبرام تعاقدات وصفقات فاشلة لا ترقى لمستوى التطلعات، وهو ما يؤثر على المستوى العام لأنديتنا بصفة خاصة ودوري النجوم بصفة عامة، وهو ما جعل لجنة المسابقات باتحاد الكرة تؤسس خدمة الاستكشاف المركزي لتتعاون مع الأندية وتقديم المشورة لهم في اختيار المدربين واللاعبين المحترفين بداية من الموسم الكروي 2023 - 2024.
تعاني معظم أنديتنا في السنوات الأخيرة من سوء وعشوائية الاختيارات سواء بالنسبة لأسماء المدربين أو اللاعبين المحترفين الأجانب والعرب، ولعل السبب الرئيسي في هذه العشوائية هو غياب المتابعة والمعرفة اللازمة بالطرف الثاني محل التعاقد والاعتماد بالدرجة الأولى على ما يقدمه السماسرة ووكلاء اللاعبين من صور وفيديوهات قد تكون مفبركة حتى في بعض الأحيان لتسويق لاعبيهم على حساب أنديتنا، لأنه من غير المعقول أن نصل لهذا الكم الهائل من عدد اللاعبين والمدربين في ظرف ثلاث سنوات.
المسألة الثانية المتعلقة بكثرة التغييرات التي يعيشها دورينا في آخر ثلاثة مواسم هو إرهاق خزانة أنديتنا ماليا من خلال دفع مستحقات اللاعبين والمدربين حتى في حال فسخ العقد بسبب وجود الشرط الجزائي، وهناك أندية لم تقدر على دفع أموال المغادرين مما جعلها تتورط وتتلقى إنذارات شديدة اللهجة من طرف الاتحاد الدولي لكرة القدم، وبالتالي فإن كثرة التغييرات مضرة أكثر من نفعها، خاصة على المستوى المادي بإرهاق ومضاعفة متاعب مالية لخزانة الفريق مع كل موسم انتقالات صيفية أو شتوية، كما أن هذا يدخل في إطار تبذير الأموال بسبب الفشل في إبرام صفقات مميزة.
لعل الشيء الذي ألحق ضررا كبيرا بفرقنا بسبب كثرة المغادرين مع كل موسم هو غياب الاستقرار الفني لمعظم الأندية حتى الفرق التي تنافس على المقدمة، والدليل ما حدث للسد والدحيل والريان والغرافة على المستوى القاري في آخر سنتين بعدم قدرة الدحيل على تجاوز دوري المجموعات ومغادرة السد في النسخة الماضية من الدور الــ 16 وفي نسخة 2021 من المجموعات، نفس الشيء يقال عن الريان وعدم قدرة الغرافة حتى عبور الدوري التمهيدي، وهو ما يتطلب وقفة حقيقية من أجل إيجاد حل لهذه المشكلة التي تنخر بكرتنا في السنوات الأخيرة.
تعليق