مثّلت المدة الزمنية القياسية التي استغرقها تركيب أكبر توربين رياح بحرية في العالم بالصين، علامة فارقة في جهود البحث والتطوير التي تشهدها الدولة الآسيوية في تصنيع هذا النوع من التوربينات التي ترتكز عليها صناعة الرياح في توليد الكهرباء النظيفة.
توليد الكهرباء النظيفة
وتستهدف بكين تسريع وتيرة التحول الأخضر عبر توليد الكهرباء النظيفة من مصادر الطاقة المتجددة، واستبدالها بنظيرتها المولدة بالوقود التقليدي الملوث للبيئة، في إطار مساعٍ أوسع لإنجاز أهداف الحياد الكربوني تماشيًا مع بنود اتفاقية باريس للمناخ عام 2015.
وحافظت الصين على المركز الأول عالميًا في سعة الكهرباء المولدة من طاقة الرياح خلال الأشهر الـ6 الأولى من العام الجاري (2023)، وهو ما يمثّل 44 غيغاواط من الطلب العالمي على توربينات الرياح، البالغة سعته 69.5 غيغاواط خلال المدة المذكورة، وفق أحدث البيانات الصادرة عن شركة أبحاث الطاقة وود ماكنزي (WoodMac)، التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
ونجحت شركة غولد ويند (Goldwind)، الصينية الرائدة في صناعة توربينات الرياح، في تركيب أكبر توربين رياح بحرية في العالم في زمن قياسي لم يتجاوز 24 ساعة، وفق ما أوردته الشركة عبر حسابها على موقع إكس (تويتر سابقًا).
16 ميغاواط
تصل سعة التوربين إلى 16 ميغاواط، وقد نجح في حصد العديد من الألقاب العالمية، من بينها لقب أكبر توربين رياح بحرية في العالم، الذي تُوج به قبل شهرين.
وتؤدي توربينات الرياح دورًا حيويًا في المساعي الرامية لتوليد الكهرباء النظيفة، باستعمال مصادر الطاقة المتجددة.
وقد فتح ظهور منشآت الرياح البحرية الباب على مصراعيه أمام عمليات بناء توربينات الرياح التي تمتلك القدرة على توليد كميات كبيرة من الكهرباء النظيفة.
سباق التوربينات
تنخرط الشركات الصينية في منافسة حامية لبناء توربينات رياح كبيرة الحجم، برز خلالها توربين غولد ويند طراز جي دبليو إتش 252-16 إم دبليو (GWH252-16MW )، أكبر توربين رياح بحري في العالم.
وفي أوائل العام الجاري (2023)، زعمت مجموعة الدفاع الصينية سي إس إس سي هايتشوانغ (CSSC Haizhuang) أنها بنت أكبر توربين رياح عالميًا بسعة 18 ميغاواط.
غير أن غولد ويند سعت منذ اللحظة الأولى إلى إكمال بناء توربينها بوتيرة أسرع، ما يجعله أكثر جدوى من الناحية المالية، وفق معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.
24 ساعة فقط
مع نمو حجم التوربينات فإنها تكون بحاجة إلى التركيب على أعماق أكبر تحت سطح البحر، ما يجعل تلك المهمة أكثر صعوبة من أي وقت مضى.
وتبرز المزاعم التي ساقتها غولد ويند بصفتها أنباء جيدة لصناعة الرياح البحرية، نظرًا إلى تأكيداتها أن التركيبات السريعة للتوربينات أضحت عملية ممكنة في الوقت الراهن، ما يمهّد الطريق أمام دخول مشروعات الرياح حيز التشغيل بوتيرة أسرع من ذي قبل.
وفي أوائل سبتمبر/أيلول (2023)، أعلنت غولد ويند تركيب توربين رياح مشابه سعة 14.3 ميغاواط، الذي أنتج بالفعل سعة 384.1 ميغاواط/ساعة خلال 24 ساعة فقط، ما يكفي لتزويد قرابة 170 ألف منزل بالكهرباء.
وتقول غولد ويند، إن السرعة التي رُكب بها أكبر توربين رياح بحرية في العالم قد أسهمت قطعًا في خفض تكاليف البناء، مؤكدةً أنها ستستعمل تلك الطريقة مرةَ أخرى.
وتابعت: "إنه إنجاز كبير لتعزيز قدرات طاقة الرياح البحرية في المشروعات المستقبلية".
ولم تدل غولد ويند بأي تفاصيل بشـأن إذا كان أكبر توربين رياح بحرية في العالم موجودًا في المرحلة الثانية من مزرعة الرياح البحرية تشانغبو ليواو Zhangpu Liuao الكائنة في مقاطعة فوجيان جنوب شرق الصين.
مواصفات قياسية
تُعد شركة الطاقة المملوكة للدولة تشاينا ثري جورجيس China Three Gorges هي المطور والباني للمرحلة الثانية من مزرعة تشانغبو ليواو.
ويصل قطر الدوار الخاص بتوربين جي دبليو إتش 252-16 إم دبليو، إلى 252 مترًا (827 قدمًا)، وقد بُني على مساحة تصل إلى نحو 50 ألف متر مربع (538195 قدمًا مربعة)، أي ما يعادل 7 ملاعب كرة قدم قياسية.
ويبلغ ارتفاع محور التوربين 146 مترًا (479 قدمًا)، أي ما يعادل ارتفاع مبنى مكون من 50 طابقًا، وفق معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.
ويمتلك التوربين القدرة على توليد كهرباء نظيفة سعة 34.2 كيلوواط/ساعة لكل دورة واحدة، وما يزيد على 66 غيغاواط/ساعة سنويًا، وهي الكمية التي يمكن أن تغطي الاستهلاك السنوي من الكهرباء التي تحتاج إليها 36 ألف أسرة مكونة من 3 أشخاص.
تعليق