اكتشف علماء في ولاية نيويورك الأمريكية جيوبًا صغيرة من مياه البحر عالقة في الصخور، يعود تاريخها إلى 390 مليون سنة مضت وتحتوي هذه الجيوب على معلومات قيمة حول ماضي المناخ في هذه المنطقة، وفق تقرير نشره موقع "فوتورا سيونس" الفرنسي.
وأوضح التقرير أنّ هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها العثور على صخرة تحتوي على سائل محاصر، ولكن هذه المرة تم العثور على الماء محاصرًا في شكل "نانومتر" وهو ما لم يسمع به من قبل وفق ما أكده الباحثون في دراسة نشرت في مجلة "علوم الأرض والكواكب" واكتشف العلماء ذلك أثناء دراسة شظايا "البيريت" من حوض "أبلاش" الواقع في ولاية نيويورك في الولايات المتحدة وقالت الباحثة في مختبر شمال غرب المحيط الهادئ ساندرا تايلور في بيان: "نظرنا أولاً إلى هذه العينات تحت المجهر الإلكتروني ورأينا هذه الأنواع من الفقاعات الصغيرة ذات الميزات التي تجري دراسة خصوصيتها".
وباستخدام مسبار الذرة المقطعي، تمكن فريق الباحثين من تحديد هذه الجيوب الصغيرة من الماء، والتي تتوافق تركيبتها الكيميائية مع بحر مالح قديم كان يشغل ذات يوم الجزء الشمالي من ولاية نيويورك، وفقًا لما ذكره التقرير وتابعت تايلور: "لقد وجدنا أنه يمكننا في الواقع استخراج معلومات من هذه السمات المعدنية التي يمكن أن تساعد في إثبات الدراسات الجيولوجية، مثل كيمياء مياه البحر من العصور القديمة"
وحسب التقرير، يعود تاريخ هذه المياه إلى نحو 390 مليون سنة، وكانت الشعاب المرجانية العملاقة التي تقع تحت السطح تنافس الحاجز المرجاني العظيم في أستراليا حيث كان البحر موطنًا لمخلوقات غريبة مثل العقارب العملاقة التي يزيد طولها عن مترين وأوضح عالم الكيمياء البيولوجية والمؤلف المشارك في الدراسة دانيال غريغوري أنّه مع ذلك لا تزال هناك معلومات قليلة حول كيمياء هذا البحر.
وأضاف غريغوري: "رواسب الملح من مياه البحر المحبوسة نادرة نسبيًا في سجل الصخور، وهناك حلقات مفقودة لملايين السنين، وما نعرفه حاليًا يعتمد على عينات قليلة لفهم كامل الظاهرة" ويعنى علم الجيولوجيا البحرية بدراسة تاريخ قيعان المحيطات وبنيتها، ودراسة الصخور الصلبة والأحواض التي ترسو عليها المحيطات، ويعتمد على مجالات علمية أخرى مثل علم الرواسب، وعلم الكيمياء الجيولوجية، وعلم الفيزياء الجيولوجية، وغيرها ويدرس علماء قاع البحار والمحيطات ذلك بغرض فهم التغيرات المناخية والتنبؤ بها وبتأثيراتها على المحيطات والشواطئ إضافة إلى أنّ دراسة قيعان المحيطات تساعد على حماية كوكب الأرض وتوازنه، وعلى اكتشاف الموارد الطبيعية مثل البترول والمعادن.
تعليق