"بريطانيا تنكسر"، ”الاستقالة لحكومة المحافظين”، ”أهلا بالمهاجرين" وغيرها من الشعارات، رُفعت، اليوم في العاصمة البريطانية لندن خلال مظاهرات حاشدة شارك فيها الآلاف ضد ارتفاع الأسعار وسياسة التقشف، التي تتبعها الحكومة.
ومع صرخات الهتافات، التي جابت شوارع لندن، كان إعلان الحكومة باضطرارها لاتخاذ قرارات مهمة وصعبة بشأن الضرائب والإنفاق في إطار سعيها لسد العجز في الميزانية، مع التحفظ على تفاصيل تلك التدابير في الوقت الحالي وسار الحشد، الذي لم يغب عن هتافاته الغاضبة انتقاد سياسات الهجرة، أمام مبنى رئاسة الوزراء، حيثُ أعلن المتظاهرون عزمهم "إغلاق لندن" لإجبار الحكومة على الاستماع إلى مطالبهم، أما الأخيرة فأكدت في بياناتها، اليوم الأحد، أن المشاورات لا تستثني أي خيار، وستطلق قرارات أكثر صعوبة بكثير في ما أسمته "بيان الخريف" لدعم الطاقة وحماية الفئات الضعيفة، بحسب تعبيرها.
وشهدت المظاهرات، بحسب شهادات حصل عليها "إرم نيوز"، مشاركة أطياف واسعة من الشعب البريطاني بمختلف فئاته العمرية وتخصصاته المهنية، والنخبة الذين جددوا التوقعات بانهيارات اقتصادية مرتقبة، وأن عملة بلادهم تسجل أسوأ عام لها منذُ العام 2008، بحسب بنك إنكلترا وحذّر البنك المركزي من استمرار الركود حتى منتصف عام 2024 رغم أن صانعي السياسة النقدية قدموا أكبر زيادة في أسعار الفائدة منذ 33 عاماً، ورغم ذلك سيستمر فارق العائد مع الولايات المتحدة في الاتساع، مع استمرار الضغط على الجنيه الإسترليني.
وقال هان تومي (32 عامًا) وهو بريطاني شارك في المظاهرات: "يريد الجميع تغيير القيادة بعد معاناتهم من الأزمات، هذا يكفي، فليتحملوا نتائج قراراتهم، الشيء الوحيد الذي يجب أن يرتفع هو الشعب" وأضاف الشاب، الذي يعمل محاسبًا في شركة عقارات: "نريد التخلص من سوناك، ونطلب دعم دائرة الصحة الوطنية ماديًا، ورفع الأجور المنخفضة وإلغاء قوانين التوظيف المناهضة للنقابات".
وأردف تومي " قائلًا: "شاركنا، اليوم، بالآلاف لنجعلها أكبر مظاهرة، علّهم ينصتون لمطالبنا، ويجرون انتخابات عامة، ونطلب التضامن مع كل عامل مضرب، ونريد خطوات فاعلة لتغيير الطريقة التي تدار بها بلادنا وتزداد الأسعار ارتفاعها بـ"شكل جنوني"، بحسب تومي، الذي أشار إلى أن ارتفاع فوائد وأقساط المصارف بـ"شكل خيالي"، ما أدى لانخفاض شريحة المستفيدين بشكل كبير.
ومضى تومي قائلًا: "اقترضت منذ حوالي عام مضى قرضًا من أجل شراء منزل، ومازلت أسدد أقساطي منذ أن اقترضت المبلغ عبر اقتطاعها من دخلي الشهري، لكنني، الأسبوع الماضي، تلقيت اتصالًا من المصرف ليخطرني بأن القسط الشهري ارتفع من 1150 جنيهًا إلى حوالي 1550" وأكد أن "الوضع لم يعد يحتمل، المياه التي نشربها ارتفعت العبوة منها نحو 1 جنيه إسترليني، وهذه المياه معبأة هنا في الأراضي البريطانية".
تعليق