الأربعاء، 29 يناير 2025

فرحة العودة وفراق الأحبة.. مشاعر مختلطة لسكان شمال غزة

 

عودة الفلسطينين لارض الوطن

عودة الفلسطينين لارض الوطن 

ساروا لساعات طويلة محملين بكل ما استطاعوا حمله من ملابس وطعام, ابتسم كثيرون، وعانق بعضهم أحباء لم يروهم منذ شهور.


هكذا كان مشهد النازحين الفلسطينيين على الطريق الساحلي، وهم عائدون سيرا على الأقدام، إلى منازلهم التي هُجروا منها في شمال قطاع غزة، في الأسابيع الأولى من الحرب الإسرائيلية.


وأمس الإثنين، بدأت إسرائيل السماح لآلاف الفلسطينيين بالعودة إلى شمال قطاع غزة المدمر بشدة، وذلك بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل له الأحد قبل الماضي، بعد 15 شهرا من الحرب.


على أحد جانبي الطريق الساحلي (شارع الرشيد) كان البحر الأبيض المتوسط، وعلى الطرف الآخر امتد مشهد من المباني المدمرة والأراضي التي تم تجريفها بالجرافات والتي خلفتها القوات الإسرائيلية المنسحبة.


ووفق ما رصدته  وسائل الاعلام في أوساط النازحين، كان المزاج مبتهجا، على الرغم من أن كثيرين منهم كانوا يعرفون أن منازلهم دمرت في الغارات الإسرائيلية التي سوت أجزاء كبيرة من مدينة غزة والشمال المحيط بها بالأرض.


وبالنسبة لهؤلاء، كان الأمر المهم هو العودة، لمنع ما كان يخشاه الكثيرون من أن يكون طردا دائما من منازلهم.


إسماعيل أبو مطر، عاد مع زوجته وأطفاله الأربعة إلى أنقاض منزلهم في مدينة غزة، الذي دُمر جزئيا بسبب القصف الإسرائيلي في وقت مبكر من الحرب.


ومثل العديد من الآخرين الذين تضررت منازلهم، خطط أبو مطر، لإقامة خيمة قريبة والبدء في إزالة الأنقاض.


وقال لوكالة أسوشيتد برس: "خيمة هنا أفضل من خيمة هناك"، في إشارة إلى الخيام التي كانت تفتقر لمقومات الحياة، في وسط وجنوب قطاع غزة، حيث عاش هو ومعظم سكان المنطقة لأشهر.


وأضاف "كنا نعتقد أننا لن نعود، مثل أسلافنا". وكان أجداده من بين مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين طردوا من ما يُعرف الآن بإسرائيل خلال حرب عام 1948 التي أحاطت بتأسيسها.


عودة على الأقدام

وقدّر مسؤولون من الأمم المتحدة أن نحو 200 ألف شخص عادوا خلال اليوم الأول.


وكانت مشاهد الاحتفال متناقضة بشكل حاد مع البؤس والخوف أثناء الحرب، حيث فرّ أكثر من مليون شخص جنوبا على نفس الطرق للهروب من القصف.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق